قصيدة اسمه [ ساهر ] رائعة >>
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله , وبعد /
( دمعة على رصيف المعاناة )
شعر / د . عبدالرحمن بن صالح العشماوي - حفظه الله -
مُشكلتي، أوّلُها آخرُ
يكشف عن باطنها الظاهر
مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها
مشكلةٌ أتْعَبَني كَتْمُها
حتى شكا من جورها الخاطر
أخفيتُها عنكم زماناً وفي
أخفيتُها عنكم زماناً وفي
أعماقِ قلبي مَوْجُها الهادرُ
أما وقد ضاقتْ بها مُهْجتي
أما وقد ضاقتْ بها مُهْجتي
واغتالَ صَبْري وحْشُها الكاسِرُ
فسوف أرميها ورزقي على
فسوف أرميها ورزقي على
ربّي، فربّي وحْده القادرُ
أنا أخو السبعين عاماً، شَكَا
أنا أخو السبعين عاماً، شَكَا
ممّا يعاني عزْمُه الخائرُ
مرَّتْ به الأعوامُ مسكونةً
مرَّتْ به الأعوامُ مسكونةً
بالهمِّ، يعوي ذئْبه الغادرُ
ليس له مالٌ، ولا عنده
ليس له مالٌ، ولا عنده
بيتٌ، ولا في عُشِّه طائرُ
يسكن بالأجرَةِ في منزلٍ
يسكن بالأجرَةِ في منزلٍ
أناخَ فيه الألمُ الغائِرُ
زوجتُه، من حولها تِسعَةٌ
زوجتُه، من حولها تِسعَةٌ
أولادُها، والقادمُ العاشرُ
يصحو على إزعاج أصواتهم
يصحو على إزعاج أصواتهم
وكلُّهم في لهوه سَادِرُ
يُبادرُ الفجرَ بسيارةٍ
يُبادرُ الفجرَ بسيارةٍ
دخانُها من خلْفها ثائِرُ
يفِرُّ من أولاده هارباً
يفِرُّ من أولاده هارباً
وقلْبُه من حُبِّهم عامرُ
يبحث عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم
يبحث عن لُقْمَةِ عيشٍ لهم
وقلبه محتَسِبٌ صابر
أنا أخو السبعين أفْنيتُها
أنا أخو السبعين أفْنيتُها
والقلبُ راضٍ وفمي ذاكرُ
سيارتي رزْقي، وإنّي على
سيارتي رزْقي، وإنّي على
ما يُنْعمُ المَولى به شاكر
أجوب آفاقَ الرياضِ التي
أجوب آفاقَ الرياضِ التي
يعجز عن تحديدها الناظرُ
لا شرقُها يدنو ولا غرْبُها
لا شرقُها يدنو ولا غرْبُها
وقد تمادى خطُّها الدائِرُ
أحصِّل القُوتَ بتأجيرها
أحصِّل القُوتَ بتأجيرها
وحالتي يسترُها السَّاتِرُ
لكنني أصبحتُ في حيرةٍ
لكنني أصبحتُ في حيرةٍ
وكم يعاني المُتعَبُ الحائرُ
أتْعَبَ قلبي مَنْ له سطْوةٌ
أتْعَبَ قلبي مَنْ له سطْوةٌ
تأكلُ رزقي وأنا قاصرُ
أنظمةٌ يضربني سيفها
أنظمةٌ يضربني سيفها
وسيْفُها في ضربِهِ باترُ
تحدّد السُّرعةَ في شارعٍ
تحدّد السُّرعةَ في شارعٍ
لا واردٌ فيه ولا صادرُ
ولا «مرورٌ» ناصح مرشدٌ
ولا «مرورٌ» ناصح مرشدٌ
ولا لحقِّي عنده ناصرُ
سبعون كيلاً حينما سِرْتُها
سبعون كيلاً حينما سِرْتُها
سألت نفسي: هل أنا سائِرُ؟
في كلِّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ
في كلِّ رُكْنٍ تختفي مُقْلَةٌ
مصنوعةٌ، مَنْهَجُها جائرُ
تلتقِطُ الصورةَ في لَمْحَةٍ
تلتقِطُ الصورةَ في لَمْحَةٍ
فكلُّ ماشٍ، عندها ظاهرُ
كالبرق لكن ما لها غيمةٌ
كالبرق لكن ما لها غيمةٌ
ولا سحابٌ فوقنا ماطرُ
تسْلُب من جيبي ريالاتِهِ
تسْلُب من جيبي ريالاتِهِ
فحظُّ جيبي عندها عاثر
ألفا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ
ألفا ريالٍ في مَدَى ليلةٍ
وليس عندي عُشْرُها حاضِرُ
مصيبةٌ - والله - بل عثْرَةٌ
مصيبةٌ - والله - بل عثْرَةٌ
ليس لها فيمن أرى جابِرُ
لا تقْصِمُ الظَّهْرَ، ولكنّها
لا تقْصِمُ الظَّهْرَ، ولكنّها
شيءٌ ثقيلٌ مُرهِقٌ قاهرُ
أنا وأمثالي ضحايا لَها
أنا وأمثالي ضحايا لَها
وليس ذو الأموالِ والتَّاجرُ
إن تسألوا عن سِرّ ما أشتكي
إن تسألوا عن سِرّ ما أشتكي
فَهوَ نظامٌ، اسمُه ( ســـاهرُ )
تعليقات
إرسال تعليق
نشكركم على التعليق ونتمنى أن يحوز محتوى المدونة على رضاكم .... سامر زمزمي